الخميس، 27 نوفمبر 2008

بعد قرار فصل 33 عاملة: عاملات مصنع الحناوي للدخان: إحنا مش مشاغبات

27/11/2008 جريده البديل
كتبت: مني عزت

"البداية كانت عام 2003 عندما توقفت إدارة المصنع عن دفع العلاوات الاجتماعية للعمال والعاملات، فلجأ العمال للقضاء في 2004 ولم تتدخل النقابة العامة إلا عام 2005، حيث تعللت الإدارة بحجة أنها متعثرة وتمر بضائقة مالية، وفي 2006 صدر حكم لصالح العمال والإدارة ردا علي هذا الحكم طالبة التفاوض، ودخلوا في دائرة التفاوض مجددا حتي 2007، وفي هذه الأثناء استطاعت عائشة أبو صماده، العاملة في المصنع، الفوز في انتخابات اللجنة النقابية ومورست ضدها ضغوط شديدة لموقفها المساند للعمال والعاملات، وانتهي بقرار تجميد عضويتها في اللجنة النقابية وفصلها من العمل، وأمام الضغوط والتهديدات التي تعرض لها العمال والعاملات مع غياب أي مساندة من اتحاد العمال ووزارة القوي العاملة تنازل حوالي 140 عاملاً عن القضايا التي رفعوها ضد الشركة واستمر حوالي (60) أغلبهم من العاملات، و منذ ثلاثة أشهر وتحديدا في رمضان الماضي قام طلعت الحناوي، صاحب مصنع الحناوي للدخان، بفصل 33 عاملة فصلا تعسفيا لمطالبتهن بحقوقهن من علاوات متأخرة منذ عام 2003، وتسديد تأميناتهن الاجتماعية، ولم تنجح جميع المساعي لإعادة هؤلاء العاملات للمصنع وتم تحويل قضيتهن للمحكمة، وتنظر الآن أمام القضاء، وحرصنا علي عدم ذكر اسماء العاملات حماية لهن" "محدش يقول إن إحنا ستات يعني معندناش مسئوليات ده غلط لأن كل العاملات المتزوجات وغير المتزوجات مسئولات عن أسرة كاملة " بغضب شديد وردت هذه العبارة علي لسان إحدي العاملات، وبادرت بالسؤال لماذا كل هذا الغضب؟ فأجابت "لأن فيه ناس شايفة طالما إحنا" ستات "المفروض منطالبش بحقوقنا ونرضي بأي حاجة، هم مش عارفين مرتبنا بيروح فين؟ يعني مثلا أنا والدي رجل مسن، و ما يقدرش علي مصروف البيت لوحده وإخواتي الصبيان صنايعية باليومية وكل واحد فينا يساعد عشان المركب تمشي، بشتغل من 15 سنة في مصنع الحناوي، منها ثلاث سنوات بعقد، بعد كده أتثبت وكنت أحصل علي (الأجر والعلاوات) وكانت معاملة نبيل الحناوي كويسة، لما جاءت إدارة جديدة عام 2003 برئاسة طلعت الحناوي، بدأت المعاملة تتغير، كتير من حقوقنا مانخدهاش، بدل الوجبة أو ملابس للشغل و توقف الإدارة عن صرف العلاوات والمنح تحت دعوي أن ظروف العمل لا تسمح في حين إن إحنا العمال والعاملات أكتر ناس تعرف إن الشغل ماشي كويس ومعدلات الإنتاج مرتفعة، وكمان الإدارة توقفت عن تسديد التأمينات التي تخصم من راتبنا كل شهر من 2003، وفي 2004 لجأنا للقضاء وكان عددنا حوالي 400 عاملة وعامل، استمرت القضية حتي 2006، وطوال هذه الفترة نتعرض لضغوط شديدة، عدد كبير منا اتنازل عن القضايا التي رفعها مقابل مبلغ بسيط، وهناك من ترك المصنع وتبقي (55) عاملة تمسكن بحقهن ورفضن التنازل مع استمرارنا في العمل والمحافظة علي الإنتاج، بس الأجر لم يزد من 2004 رغم أن الأسعار كل يوم في زيادة و كل مرتبي ( 232 ) جنيهاً في الشهر. وأضافت عاملة أخري اعتصامنا في رمضان كان عشان زميلتنا "صفاء" اللي كانوا عاوزين يفصلوها عشان رفضت تتنازل عن القضية اللي رفعاها معانا عشان العلاوات المتأخرة من 2003، وإدارة المصنع رفضت تسمعنا وقالوا لنا " عندكم مكتب العمل "ولما رحنا مكتب العمل ماطل في أخد شهادتنا، وفي اليوم التالي منعونا من دخول المصنع وكان الأمن محاصر المصنع وفصلونا عشان كده اتظاهرنا بس ده مش معناه إننا ضد الشغل و المصنع ده مصنعنا، أنا أعمل فيه أكتر من 12 سنة وأنا المسئولة عن أسرتي وولدي مريض بمرض مزمن ولا يعمل، وكمان إخواتي البنات والأولاد حتي الأخ اللي اجوز معندوش شغل ثابت وأساعده، والعيد اللي فات اتكسفت أزور أختي عشان مقدرتش اشتري لها حاجة أو أعطي عدية لأولادها، وأسكن في قرية بعيدة عن المصنع وباخد مواصلات كل يوم باتنين جنيه وبعد المواصلات أمشي في طريق زراعي طويل يعني ستين جنيه في الشهر ومرتبي (260) جنيهاً، كنت أتمني أقدر أكون نفسي واشتري جهاز لي، لكن الظروف مش مساعدة «وكنت مخطوبة بس مشوار الجواز ماتمش بسبب الظروف المالية» تساءلت إحدي العاملات: غلطنا عشان تضامنا مع زميلتنا وبندافع عن حقنا وحق أولادنا؟ والصح إن بعد تعب سنين مرتبي (330) جنيها في الشهر، وكمان عاوزيني أتنازل عن القضية اللي رفعاها عشان أخد العلاوات المتأخرة، وعاوزين يخصموا التأمينات و مش عاوزين يسددوها لهيئة التأمينات، علي فكرة "شغلي هو سلاحي" مقدرتش أقول لأولادي أني اتفصلت وعارفين إني تعبانة وبستريح بس الإجازة طالت ومش عارفة أقول إيه، ربنا هيقف معانا عشان احنا متضامنين مع بعض ويد واحدة». وبمرارة تقول إحدي العاملات «بعد أكتر من عشرين سنة شغل في المصنع مرتبي 210 جنيهات» وعايشة في شقة إيجار جديد وبركب مواصلات بجنيه في اليوم وجوزي اتخانق معايا لما فصلوني، بس أنا مش غلطانة عشان وقفت جنب زميلتي اللي كانوا عاوزين يفصلوها ظلم عشان بتدافع عن حقوقنا، والفصل ده ظلم، وكنت بشتغل أربع شغلانات في المصنع (التعبئة ـ الوزن ـ لف العبوات ـ برشمتها) وتعبت من كتر الشغل و بتعالج من ثلاثة شهور، عندي أجسام مضادة في جسمي، آخد دواء كل شهر وكنت بتعالج في التأمين لكن سمعت إنه هيمنعنا من العلاج، مع إن المفروض التأمين يستمر حتي يتم الفصل في قضيتنا، رغم كده مش مهم صحتي بس اللي حاملة همه ولادي نفسيتهم هتكون عاملة إيه لما يطلبوا حاجات مقدرتش أجيبها زي فلوس الدروس والكتب، خايفة علي مستقبل ولادي و كمان حرام نشتغل كل الشغل ده و تعبنا يروح هدر ومانخدش فلوسنا طيب نشتغل ليه؟؟؟

ليست هناك تعليقات: